10 نصائح لدعم أحبائك الذين يعانون من الاكتئاب
الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعًا التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. وفي كثير من الأحيان، لا يكون من السهل التعرف على الاكتئاب أو التعامل مع شخص يعاني منه. يعاني الشخص المكتئب من مشاعر الحزن العميق، فقدان الاهتمام، وفقدان الأمل في المستقبل، مما يجعل من الصعب عليه التواصل مع الآخرين. لذا، عندما يعاني أحد أحبائنا من الاكتئاب، نحتاج إلى الدعم والمساندة، سواء من خلال تقديم الدعم العاطفي أو المساعدة العملية. في هذا المقال، سنعرض عشرة نصائح فعالة لدعم أحبائك الذين يعانون من الاكتئاب.
1. كن مستمعًا جيدًا
من أهم الأمور التي يمكن أن تقوم بها لدعم أحبائك الذين يعانون من الاكتئاب هي أن تكون مستمعًا جيدًا لهم. قد لا يرغب الشخص المكتئب في التحدث عن مشاعره في البداية، لكنه قد يقدر الفرصة للتعبير عن نفسه عندما يشعر بأن هناك من يستمع له دون حكم أو تعليقات سلبية. يمكن أن تكون محادثات بسيطة حول ما يشعر به الشخص بمثابة خطوة كبيرة نحو التخفيف من العبء العاطفي الذي يشعر به. يجب أن تكون مستعدًا للاستماع بصبر وتعاطف دون محاولة إصلاح مشكلاتهم فورًا.
2. تجنب إلقاء اللوم أو تقديم حلول سريعة
من المغري أحيانًا محاولة تقديم حلول سريعة لمشاكل الآخرين، ولكن هذا يمكن أن يكون محبطًا بالنسبة للشخص الذي يعاني من الاكتئاب. الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غالبًا ما يشعرون بالعجز والتشاؤم، وبالتالي فإن محاولاتك لإعطائهم نصائح مثل “فقط فكر بإيجابية” أو “كل شيء سيكون على ما يرام” قد تؤدي إلى شعورهم بأنهم غير مفهومين. بدلاً من ذلك، يجب أن تركز على تقديم الدعم العاطفي دون محاولة حل مشاكلهم بسرعة. التشجيع على طلب العلاج المهني قد يكون أكثر فاعلية من تقديم الحلول بنفسك.
3. تعزيز التواصل العاطفي والمادي
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يشعرون بالوحدة والعزلة الشديدة، ويحتاجون إلى الدعم المستمر من أحبائهم. حتى لو كان الشخص المكتئب لا يظهر أي اهتمام بالتواصل الاجتماعي، فإن إرسال رسالة نصية بين الحين والآخر أو الاتصال للاطمئنان عليه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. يمكنك أيضًا أن تعرض عليه الأنشطة الصغيرة التي قد تساعده على استعادة بعض الاهتمام بالحياة، مثل الذهاب في نزهة بسيطة أو مشاهدة فيلم معًا.
4. التحلي بالصبر والتفهّم
التعافي من الاكتئاب عملية طويلة، وقد يشعر الشخص المكتئب بأن الأمور لا تتحسن بالسرعة التي يتوقعها. قد يحدث تقدم بطيء وقد تتعثر عملية العلاج في بعض الأحيان. يجب أن تكون صبورًا وتفهم أن الشخص المكتئب قد يحتاج إلى وقت طويل ليشعر بتحسن. تحلى بالصبر مع الشخص المكتئب ولا تضغط عليه للعودة إلى حالته الطبيعية بسرعة.
5. مساعدة الشخص في الحفاظ على الروتين اليومي
يمكن أن يكون الاكتئاب مدمرًا للقدرة على الحفاظ على الروتين اليومي. غالبًا ما يصعب على الشخص المكتئب النهوض من السرير، القيام بالأعمال المنزلية، أو الذهاب إلى العمل. من خلال مساعدتهم في العودة إلى الأنشطة اليومية بشكل تدريجي، مثل إعداد الطعام أو الذهاب إلى مكان مفضل، يمكنك أن تساهم في تحسين حالته. من خلال إشراكهم في الأنشطة اليومية بطريقة لطيفة، يمكن أن تساعدهم في استعادة بعض من قدرتهم على التحكم في حياتهم.
6. التشجيع على طلب العلاج المهني
من الضروري أن يعرف الشخص المكتئب أن الدعم العاطفي وحده لا يكفي دائمًا. قد يكون العلاج المهني، مثل العلاج النفسي أو تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، هو الخطوة التالية المهمة نحو التعافي. تشجيع الشخص المكتئب على التحدث مع معالج نفسي أو طبيب يمكن أن يكون خطوة حاسمة. ولكن من المهم أيضًا أن تكون حساسًا في الطريقة التي تعرض بها هذا الاقتراح، بحيث لا يشعر الشخص المكتئب بالإجبار.
7. مساعدة الشخص في تحديد الأولويات والحد من الضغط
يجب أن تكون حذرًا من إجهاد الشخص المكتئب بمسؤوليات إضافية. في حال كان الشخص يعاني من الاكتئاب، فإنه قد يجد صعوبة في التعامل مع الضغوط اليومية أو اتخاذ القرارات. لذلك، يمكن أن تساعده في تحديد أولويات الحياة، وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة ومُدارة. تقديم يد العون في الأعمال اليومية البسيطة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على شعوره بالتحكم.
8. الاعتناء بنفسك أيضًا
إن دعم شخص يعاني من الاكتئاب يمكن أن يكون مرهقًا عاطفيًا. من المهم ألا تتجاهل احتياجاتك الشخصية وألا تبالغ في تقديم الدعم على حساب رفاهيتك. حافظ على توازن صحي بين دعم الشخص المكتئب والاعتناء بنفسك، من خلال ممارسة الأنشطة التي تجلب لك الراحة والطمأنينة. من خلال ذلك، ستتمكن من الحفاظ على قدرتك على دعم الشخص المحبوب دون أن تستنزف طاقتك.
9. التحلي بالتفاؤل، لكن بشكل واقعي
من الطبيعي أن ترغب في رفع معنويات الشخص المكتئب، لكن يجب أن تكون واقعيًا في تعبيراتك. قد لا يكون الشخص المكتئب في حالة من التفاؤل بسهولة، ويجب ألا تتوقع منه أن يتغير بين عشية وضحاها. بدلاً من استخدام عبارات مثل “لا تقلق، كل شيء سيصبح على ما يرام”، يمكن أن تقول “أنا هنا من أجلك في هذه اللحظة، وسوف نتعامل مع هذا معًا”. هذه العبارات قد تساهم في تخفيف الشعور بالوحدة وتحفيز الشخص على البحث عن حلول بعونك.
10. مراقبة علامات الأزمة ومحاولة التدخل المبكر
إذا لاحظت أن الشخص المكتئب يظهر علامات تفكير انتحاري أو محاولة الانتحار، فإنه من الضروري التدخل على الفور. في مثل هذه الحالات، يجب أن تشجع الشخص على التوجه إلى أقرب مستشفى أو الاتصال بأرقام الطوارئ النفسية. رغم أنه قد يكون محرجًا أو صعبًا الحديث عن هذا الموضوع، فإن تقديم الدعم المناسب في هذه اللحظات الحاسمة قد ينقذ حياة الشخص.
الخاتمة
دعم الشخص الذي يعاني من الاكتئاب يتطلب الكثير من الحساسية والفهم. من خلال تقديم الدعم العاطفي المستمر، وتشجيع العلاج المهني، والاعتناء بالنفس، يمكن أن تساهم في تخفيف الألم النفسي لهذا الشخص. كما أن الصبر والتفهم هما المفتاحين الرئيسيين للتعامل مع الشخص المكتئب. على الرغم من أن الاكتئاب قد يكون تحديًا صعبًا، فإن الدعم المتواصل من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على رحلة التعافي.
